قال الإمام المحقق العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله :
... الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام :
مَلَكية ، وشيطانية ، وسَبعية ، وبهيمية
ولا تخرج عن ذلك
ــــــــــ
فالذنوب الملكية :
أن يتعاطى ما لا يصح له من صفات الربوبية
كالعظمة ، والكبرياء ، والجبروت ، والقهر ، والعلوِّ ، واستبعاد الخلق ، ونحو ذلك
ويدخل في هذا الشرك بالرب تعالى ، وهو نوعان :
شرك به في أسمائه وصفاته ... وشرك في معاملته ...
وهذا القسم أعظم أنواع الذنوب
ويدخل فيه القول على الله بلا علم في خلقه وأمره
فمن كان من أهل هذه الذنوب
فقد نازع الله سبحانه في ربوبيته ، وملكه ، وجعل له نِدَّا
وهذا أعظم الذنوب عند الله ، ولا ينفع معه عمل
ــــــــــ
الذنوب الشيطانية
وأما الشيطانية : فالتشبه بالشيطان في الحسد
والبغي ، والغشِّ ، والغلِّ ، والخداع ، والمكر
والأمر بمعاصي الله ، وتحسينها ، والنهي عن طاعته ، وتهجينها
والابتداع في دينه ، والدعوة إلى البدع والضلال
وهذا النوع يلي النوع الأول في المفسده
ــــــــــ
الذنوب السبعية
وأما السبعية : فذنوب العدوان ، والغصب ، وسفك الدماء
والتوثّب على الضعفاء والعاجزين
ويتولّد منها أنواع أذى النوع الإنساني ...
ــــــــــ
وأما الذنوب البهيمية
فمثل الشره ، والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج
ومنها يتولَّد الزنى
والسرقة ، وأكل أموال اليتامى ، والبخل ، والشحُّ ، والجُبن ، والهلع ، والجزع ، وغير ذلك
وهذا القسم أكثر ذنوب الخلق ...
ومنه يدخلون إلى سائر الأقسام ، فهو يجرُّهم إليها بالزمام
فيدخلون منه إلى الذنوب السبعية ، ثم إلى الشيطانية
ثم إلى منازعة الربوبية ، والشرك في الوحدانية
ومن تأمل هذا حقَّ التأمل
تبين له أنَّ الذنوب دهليز الشرك والكفر
ومنازعة الله في ربوبيته