التاريخ: 22-3-1425 هـ
إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) . )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً. ( )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
فإن اصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عله وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعه، وكل بدعة ضلاله، وكل ضلالة في النار
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد
اخرج الشيخان فى صحيحيهما من حديث مسور ابن مخرمة رضى الله عنه فى حديث صلح الحديبية وفى هذا الحديث أن عروة ابن مسعود الثقفى وكان إذ ذاك كافرا قال لقريش : الست منكم بمنزلة الولد ؟ قالوا بلى
قال الستم منى بمنزلة الوالد ؟ قالوا بلى ، قال فدعونى آته - يقصد النبى عليه الصلاة والسلام - فاعرض عليه وقد عرض عليكم خطة رشد ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم قال لبديل ابن ورقاء قبل عروة ابن مسعود : إننا ما جئنا لقتال إنما جئنا قاصدين البيت ، وكان أصحاب النبى عليه الصلاة والسلام قد أهلوا بالعمرة فصدتهم قريش عن البيت فقال النبى عليه الصلاة والسلام لبديل ابن ورقاء : إننا ما جئنا لقتال إنما جئنا قاصدين البيت فإن شاؤا ماددتهم مدة وإلا فوالله لا قاتلنهم على آمري حتى تنفرد سالفتى - يعنى أنا إذا دخلت فى حرب أنا لا أتهاون ولن أتردد أبدا فى ان ادخل فى حرب ، إنما إذا أرادوا الهدنة ماددتهم مدة أخرى – هذا الكلام لم يعجب قريشا وظلت المسائل فى شد وجذب فلما رأى عروة ابن مسعود الثقفى هذا الشد والجذب قال : فدعونى آته ربما يكون هناك أمور أخرى فى المفاوضات فيقول قولا آخر بخلاف ما قاله لبديل ابن ورقاء – ثم إن عروة بن مسعود قال قولا ليؤكد أمانته فى رفع التقرير ، قال ألستم منى بمنزلة الوالد ؟؟ وعادة لا يخدع الولد والده ، قالوا بلى قال الست منكم بمنزلة الولد ؟؟؟ يعنى انتم منى بمنزلة الوالد وأنا منكم بمنزلة الولد ؟؟؟ يعنى مسالة الخيانة فى رفع التقرير هذه مسالة غير واردة – قالوا بلى – قال دعونى آته فجاء النبى عليه الصلاة والسلام فقال له نحوا من قوله لبديل ابن ورقاء فجاءه عروة ابن مسعود فقال : يا محمد إنها واحدة من تنتين إذا قامت الحرب بيننا وبينك واجتحت قومك وغلبتهم ووضعت أنوفهم فى التراب فهل علمت أحدا اجتاح قومك قومه قبلك؟؟ كأنه يذكره انه هذا ليس من مكارم الأخلاق – انك إن ظفرت بقومك واهلك وعشيرتك فانك تفعل فيهم كل ذلك ، وإلا كأنه قال وما أخالك تستطيع أن تفعل كل ذلك وإذا قامت الحرب فوالله ما أرى حولك إلا أوباشا خليقا أن يفروا ويدعوك ، قال أبو بكر رضى الله عنه انحن نفر وندعه ؟؟؟ امصص بظر اللات ، فقال عروة ابن مسعود من هذا ؟ فقال النبى عليه الصلاة والسلام إنه ابن ابى قحافة – فقال والله لولا أن لك عليا يدا لاجبتك ، وفى رواية محمد ابن إسحاق عن الزهدى عن المسور فى هذا الحديث قال: ولكن هذه بتلك ، يعنى هذه الإساءة منك أكلت جميلك السابق وليس لك عندى جميل ، يعنى معنى الكلام انك لو تكلمت فى حق آلهتنا لرددت عليك لانك استوفيت جميلك السابق بهذه الكلمة العظيمة – امصص بظر اللات – ثم كان وقت الظهر فجيء للنبى صلى الله عليه وسلم بوضوء – وترك النبى عليه الصلاة والسلام أصحابه يفعلون ما كان ينهاهم عنه قبل ذلك وهذه سياسة حكيمة – هذه هى السياسة الشرعية – رعاية المصالح – النبى كان ينهى الصحابة عن القيام فقد فعلوا فى هذا الموقف ما هو اعظم من القيام ومع ذلك تركهم النبى صلى الله عليه وسلم ، لماذا؟؟ حتى يرى عدوه أن هؤلاء لا يسلمونه أبدا وان هؤلاء لو دخلوا فى حرب لا يهزمون ، جيء بوضوء فتوضأ النبى صلى الله عليه وسلم فاغتسل أصحابه على وضوءه ، ما سقطت قطرة ماء على الأرض .
قلت لكم كان ينهى عن اقل من ذلك – لما قال له رجل أنت سيدنا وابن سيدنا قال قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما انا عبد الله ورسوله ، مجرد كلام قاله الرجل وهو كذلك ، هو سيدنا لا شك فى ذلك ومع ذلك يقول قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما أنا عبد الله ورسوله ، تركهم يغتسلون على وضوءه وما تنخم نخامه فوقعت فى يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده ، ولا يحدون النظر اليه تعظيما له – اى لا ينظر إليه فيملأ عينيه منه ولكن كان يصوب وجهه إلى الأرض – ولا يرفعون أصواتهم عنده .
عروة بن مسعود الثقفى قدم كما قلت لكم الست منكم بمنزلة الولد؟؟؟ ألستم منى بمنزلة الوالد؟؟ فذهب إلى النبى عليه الصلاة والسلام ليسجل – كانت عينيه كالكاميرا المسجلة دخل منتفخا وخرج صاغرا – دخل يقول ما أرى حولك إلا أوباشا خليقا أن يفروا ويدعوك ، ولكن الصورة تغيرت فى ساعة زمن ، فلما راى هذا المنظر رجع إلى قريش ورفع التقرير لهم على الأمانة التى أشار إليها فى مطلع كلامه ، فقال يا قوم لقد وفدت على الملوك ، على كسرى وقيصر والنجاشى فوالله ما رأيت أصحاب ملك يعظمون ملكهم كما يعظم أصحاب محمد محمدا ، فوالله ما سقطت قطرة ماء على الأرض وما تنخم نخامة إلا فوقعت فى يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده ولا يحدون النظر اليه تعظيما له ولا يرفعون أصواتهم عنده ، وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها - اى فاقبلوا الهدنة – النبى عليه الصلاة والسلام قال لبديل ابن ورقاء قال له أمرين :
الحل الأول إن شاؤو ماددتهم مدة يعنى هدنة نأخذ كمان عشر سنوات – وإلا فوالذى نفسى بيده لا قاتلنهم على آمري حتى تنفرج سالفتى ( والسالفة هى صفحة العنق ) اى كأنه قال لو مات كل من حولى جميعا سأقاتل وحدى يعنى لا ادع هذا الأمر أبدا يعنى المسالة فيها إصرار والمسالة ليست هزلا ، فلما راى حوله مثل هؤلاء الرجال عرف ان المسالة ليست لها حل – لو دخلت قريش فى حرب انتهى أمرهم ، فرجع عروة ابن مسعود يقول فقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها اى اقبلوا الهدنة فانه لا قبل لكم بهؤلاء .
إنما قدمت لكم بهذا الكلام حتى أضع أيضا تقريرا لكم عن رحلتى هذه لأمريكا لتستفيد بها امتى لا سيما ونحن فى سنوات الضعف والهزيمة والقزامة – ويظن كثير من الناس أننا لا نستطيع أن نقاوم هؤلاء .
أيها الاخوة الكرام إن المجتمع الامريكى مجتمع مهلل ممزق بما تحمله هذه الكلمة من معانى هذا المجتمع ساقط بكل ما تحمله الكلمة من معانى ولا يحمل عوامل الحضارة ولا يحمل عوامل القيام، عمر ابن الخطاب رضى الله عنه أرسل جيشه ليقاتل فى جهة ما ، وكان قلقا لانه لم تصله تقارير عن حالة الجيش هل انتصر؟ هل انهزم؟ وجاء البشير ليلا ليبشر امير المؤمنين بالفتح ، فقال له عمر رضى الله عنه متى فتح لكم – فقال البشير بعد العصر – فبكى عمر رضى الله عنه وقال لا يقف كفر أمام إيمان كل هذه المدة إلا لامر أحدثتموه ، هناك أمر حدث أخر النصر وكان عمر يوصى الجيش اذا خرج ويقول : اتقوا الله واجتنبوا معاصيه فإنكم إن عصيتم ربكم فاقكم عدوكم بالعدد – استويتم مع عدوكم بالمعصية ففاقوكم بالعدد .