بسم الله الرحمن الرحيم
نماذج الجادّين:
1. سيدنا أبو بكر الصديق....النحيف..ضعيف الجسد..قوي الهمة والإرادة...
كان يقول عن نفسه: (والله ما نمت فحلمت, ولا سهوت فغفلت, وإنني على الطريق ما زغت)...
هذه الكلمات تعبر عن مدى تغلغل مفهوم الجدية في نفس أبي بكر فالعمر قصير والهدف سام...ولا وقت للهزل...فمن جد وجد...
2. يوم معركة القادسية والناس تأتي لسعد بن أبي وقاص وتتبرع بالأموال للإعداد للمعركة....أتته امرأة فقيرة وهي تبكي وتقول له إنها لا تملك شيئاً لكي تعطيه...ولكنها قطعت ضفيرة شعرها حتى يتخذ هذه الضفيرة لجاماً لفرسه....لكي تشارك في نصر المسلمين...أضع هذه المرأة أمام نساء المسلمبن الآن الفارغات اللواتي لا يفعلن شيئاً سوى قضاء أكثر من نصف اليوم أمام الفضائيات و على الهاتف....
3. قبل بدء المعركة....تقدم أحد الغلمان من سعد وطلب منه أن ينضم إلى الجيش فرده سعد قائلاً له إن هذا ألأمر للرجال...
فوجيء سعد بالغلام يقول له..(ومالك أنت يا سعد...الأمر بيني و بين الله..إن الله اشترى وانا بعت...فما دخلك بيني وبين الله)..
فضمه سعد للجيش...وليلة المعركة أتى هذا الغلام سعداً
فقال له: يا سعد لقد رأيت رؤيا عجيبة..رأيت أني أسير في حدائق ليست من حدائق الدنيا..وأرى أنهار ليست كأنهار الدنيا..وأرى نساء ليست كنساء الدنيا..
فقال سعد: الله أكبر..أرى إنها الشهادة...
فقال له الغلام: فهل تريد مني شيئاً يا سعد..
فقال سعد: تعم...إذا التقيت برسول الله...فأبلغه مني السلام...وقل له إن سعد يقول لك جزاك الله عنا خيراً يا رسول الله فلقد وجدنا ما وعدتنا حقاً...
فقال له الغلام: وأنت يا سعد أبلغ هذه الرسالة لأمي..أنني قد وجدت ما وعدني الله حقاً..إني أرى ما بعيني الجنة...
فقال له سعد: ومن هي أمك؟..
فقال له الغلام: صاحبة الضفيرة..
4. أثناء المعركة تقدم من سعد رجل كفيف..وهو عبدالله بن أم مكتوم وكان مؤذناً لرسول الله مع بلال...وانضم إلى الجيش رغم أن الجهاد رفع عنه لأنه كفيف..وطلب أن يمسك باللواء...فرفض سعد بشدة وقال له: كيف..؟ وأنت كفيف..
فقال له عبدالله..يا سعد إن المبصر إذا رأى الفرس فسيهرب..ولكنني لا أرى شيئاً فسأثبت مكاني...
فقال سعد: صدقت...وأعطاه اللواء..وبعد المعركة وجدوه شهيداً و اللواء في يده...
أرءيتم الرجولة...إننا الآن نعرف الرجولة..بتدخين السجائر...بمصاحبة البنات...إلخ...
5. هذه هي قصة غلام صغير آمن برسالة السيد المسيح...في وقت كان أتباع المسيح يقتلون....فأراد الملك أن يقتل هذا الغلام...
فقال له الغلام: إنك لن تقتلني حتى تجمع الناس.. فأمر الملك بعض أتباعه أن يلقوه من أعلى الجبل...فيقول الغلام الدعاء التالي: "اللهم اكفنيهم بما شئت و كيف شئت..إنك على كل شيء قدير.."فيسقطون جميعاً من فوق الجبل ويعود للملك...لأنه لا يريد الهرب..فهو صاحب هدف ورسالة..أن يجعل نفسه فداء..لإيمان الناس...فحاول الملك ثانية بإغراقه في البحر..ولكنه لم يفلح أيضاً...
فيقول له الغلام : إنك لن تقتلني حتى تجمع الناس..ثم تأخذ سهماً من كنانتي وتقول: باسم الله رب الغلام....فنفذ الملك ما قاله له الغلام..واستشهد الغلام..فقالت الناس: آمنا برب الغلام..آمنا برب الغلام.. هذا الغلام...كانت ولادته الحقيقية يوم استشهاده...لأنه كان سبباً في هداية أهل المدينة كلهم...
6. عمر بن عبدالعزيز....كانت أحد أسباب ثباته على الحق..وقوته....هو ابنه عبدالله...الذي توجه إليه يوم توليه الخلافة..وقال له: يا إبت إنك اليوم سوف تسأل يوم القيامة ويسأل معك أهل بيتك..فامش على الحق ولو وضعنا في القدور تغلي بنا..فلا تترك الحق يا أبت..فقال عمر: الحمد لله الذي جعل من أهل بيتي من يذكرني...وكان ابنه عمره 17 عاماً فقط...ولكنه كان جاداً...وأثناء جمع أموال المظالم من بني أمية..أفتى بعض علماء المسلمين أن هذه الأموال وزرها على من سبق...فلا ترد إلى أهلها..ولكن عمر أصر على أن ترد إلى أهلها..وكان الوقت وقت قيلولة...فقال: سأردها بعد العصر..فأتاه عبدالله وقال له: وهل تضمن أن تعيش إلى العصر...!!!هذا الشاب مات وعمره 19 عاماً...بعد أن ثبت أباه..وجعله قوياً صلباً لا يخشى في الله لومة لائم...
7. سيدنا علي بن أبي طالب..الذي حمل الإسلام على كتفيه منذ كان عمره 7 أعوام وحتى استشهاده وعمره 63 عاماً...
8. إبراهيم بن أدهم...كان شاباً فارغاً..كل همه في الدنيا لهوه بالفرس...فذات يوم مر به شيخ عجوز فقال له: يا إبراهيم..ألهذا خلقت...أم بهذا أمرت!!!! فعاد إبراهيم إلى بيته..وأقسم أن يعيش للسبب الذي خلق من أجله..قال تعالى :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"..وصار إبراهيم بن أدهم...سيد التابعين..
9. عبدالله بن الزبير بن العوام...وعمره 7 أو 8 سنوات...مر به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..وكان عمر كلما مر...تفر من أمامه الصبيان لهيبته..ولكن عبدالله لم يفر..فسأله عمر: لم لم تجر كما جرى أقرانك...فقال عبدالله: لم أخطيء لأفر...ولم يكن الطريق ضيقاً لأوسع لك الطريق..
فسأله عمر: لم لا تلعب مع أصحابك...
فقال عبدالله: ألعب معهم هويناً...ولكن لم أخلق لألعب...
قال عمر: فلم خلقت...
فقال عبدالله: لأعز الإسلام...
*****************
هذه نماذج الجدية..برغم قلتها....
أرءيتم....كيف تربت هذه الأجيال على الجدية..بينما الآن أجيالنا تربت وتربى على الميوعة...وسائل الإعلام ترسخ في نفوسهم هذا المبدأ فيهم....كيف تكون مائعاً...كيف تكون تافهاً....
إنني أكاد أجزم أن الفراق الأساسي بين أجيالنا وبين جيل الصحابة هو الجدية....
• كانوا يتلقون القرآن للتنفيذ..بينما نحن نتلقاه للتسلية..أو لا نتلقاه...كان الصحابي يستمع إلى الآية وهي تقول:" يأيها الذين آمنوا.." فيقول نعم يا رب ماذا تأمر....
• لهذا فإنك ترى أن آيات القرآن تقول:" إنه لقول فصل* وما هو بالهزل"...لتؤكد مدى تغلغل الجدية في أوامر القرآن..
• وتقول الآية:" من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد* ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك".....هذه الآية توضح أن من يريد الدنيا وهو جاد في مطلبه فسيأخذها..ومن يريد الآخرة ويعمل لها فسيأخذها...بينما الغير جادين...بين بين...من يمسكون العصا من المنتصف....فهؤلاء لا يستحقوا أن يذكروا أساساً....من يقول : أنا سالتزم بعد سنة..أنا هالبس الحجاب لما أتجوز....هؤلاء مائعين ...غير جادين....
• لهذا فإن بداية الرسالة ونزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم..كانت بداية غاية في الجدية....فكان جبريل يضم الرسول الله ضماً شديداً ثم يطلقه...حتى يعرف الرسول أنه مقبل على أمر جلل....
• وتأتي الآية وتقول: "فإذا فرغت فانصب"....لتؤكد مدى جدية الموضوع...ويقول رسول الله إلى السيدة خديجة :"مضى زمن النوم يا خديجة"...
• وذات مرة أتى رجل يدعى بشر إلى رسول الله فقال له: امدد يدك أبايعك يا رسول الله...فمد الرسول يده..فقال ولكني لا استطيع الصدقة ولا الجهاد....فضم الرسول يده وعبس..وقال: إذا لا صدقة ولا جهاد..فعلام تبايع..
• ذات مرة قدم وفد إلى رسول الله ليبايعونه..وكان معهم شاب...فرأى فتاة في المدينة فجذبها من ثيابها...وفي الصباح عندما قدموا على رسول الله..وهو يمد يده ليبايعهم فرداً فرداً...وعندما أتى الدور على الشاب..قبض الرسول يده وقال: ألست أنت صاحب الجبيذة بالأمس..فقال: نعم يا رسول..فقال الرسول: إذا والله لا أبايعك أبداً..وأدار وجهه... فصرخ الشاب..لا يا رسول الله...لن أعود لها أبداً...فقال الرسول: نعم ..إذا أبايعك....
يا ترى ماذا يقول رسول الله إذا رأى ما يحدث الآن بين شباب المسلمين وبين فتيات المسلمين..!!!!!!!!!!
كيف يقابل رجال الإعلام...والمسؤلين عن الميوعة في وسائل الإعلام...رسول الله يوم القيامة..وهم السبب في إفساد الشباب...؟!!
• يوم بدر..أتى إلى رسول الله غلامين هما سمرة بن جندب..ورافع بن خديج...ويطلبان أن ينضما إلى جيش المسلمين..ولكن رسول الله يردهما لصغر سنهما...فيقول سمرة: يا رسول الله إنني أرمي بالسهام فلا تطيش رميتي..فيرمي أمام رسول الله فيصيب الهدف..فيضمه رسول الله..فيقول رافع: يا رسول الله إنني أصارع سمرة فأغلبه..فيصارعه أمام رسول الله فيصرعه...فيضمه للجيش...
• معاذ ومعوذ وعمرهما 13 و 14 سنة يوم بدر...قتلا أبي جهل رأس الكفر...وكانا يربطان السيوف على أيديهما لصغر سنهما...
إنه لفرق كبير بين من يعيش ليتعرف على فتاة وبين من يعيش ليدخل الجنة...
• والجدية في العبادة....فعندما نزلت آيات تحريم الخمر....استيقظ أهل المدينة في الصباح فوجدوا أزقتها موحلة من كثرة ما أريق من الخمر بعد نزل الآيات...بينما نجد الآن من يشكك في تحريم الخمر...
• وفي آيات الحجاب نجد الشيء نفسه....كان التلقي للتنفيذ..وليس للتسالي...الآن نجد من يشكك في الحجاب...!!!